كان علي ان اكتب رسالة ترمم ملامح قلبي ، حتى ابعث للحياة من جديد لتصبح الأشياء ملهمة بعد ان رأيتها رماد .
كان علي فعل ذلك ولكن ؟
دفء حرفك الذي ابى ان تخط محبرتي بتعابير الحزن شعور اليأس الذي تمقته ، تلك التربية السيئة التي انشأت بها قلمي .
أوقفت قلمي حتى تأتي تلك النبضة الكبيرة التي تحركه للنثر .
أصبحت اعيش ذلك الطفل الأمي بلا وطن !
يظهر الحاحه و لهفته و بكاءه المتقطع لاحتضان وطنه .
لم أعلن لمراسيم المساء بالقدوم بعد ، كنت على موعد لولادة سعادتي في مخاض هذا المساء ، موعد احتضان ذلك الطفل من أمه الوطن .
وطني ؟ و لم أكن أدرك معنى الوطن حتى رأيتك !
حتى سمح لي ذلك المساء في موعد لإيقاف الحاحي و لهفتي لك .
أقبلت على وطن حياتي بخطوات طفل تعلم الوقف قبل حين و بدأ يخطو و يتعثر .
اصطنعت صوت القوة و ثوب الثقة قبل رؤية مقلتي لك !
حتى رأيتك و انتهى كل شي !
أحلت للصمت ، جعلت مني صنما لا ينكسر ، ارتبك ذلك الطفل وأفسد الأشياء ، حبه العظيم الذي لم يتسع لقلبه الصغير جعله يتصرف بشكل احمق ، جعل من نبضاته تخرج على هيئة ارتجافات متتالية ، لا يتسع لها الوريد .
صير من ذلك الطفل خجلا بهيئة روح ، يدير ظهره لوطن حياته ظنا منه ان الأشياء التي يدير لها ظهره لن تعود تراه .
أميري ، كيف صيرت من طفلة متيمة لتدرك معنى الوطن ، تحبك بقدر استحالتك ان تزيل الخجل منها ، بقدر ما كانت ترتب كل ليلة حروفها لتخبرك بها ، ولم يتفوه بها فاها حينها ، صمتت ولم تنطق و جاء الصمت في عينها و لم ينطق .
هل الأشياء من يدك تثمر ؟ لان وريدي عندما لامسته أثمر حبا جديدا لقلبي لا يتسع له هذا الفضاء الرحب ولا قلوب العاشقين . انا احتفظ بتلك اليدين في ذاكرتي اللينة التي لن تنكسر ، تمنيت حينها ان تقف الدقائق و يتلاشى العالم من حولنا لانني اكتفيت بك وطننا و روحا و كل شي !
انت وطني وانا كل سكانك ، انا من يستعمر ذلك الوطن ، انا التي حصتنه من ان يستعمره اي احد ! بقلبي الغيور الذي احب ان يمتلكك !
عاد لي الحاحي و لهفتي لوطني ولكن هذه المره ، بعد ان أدركت معنى الوطن ! بعد ان صيرت لقلبي أنانية تتعطش للقاء و تحب التملك و تكتفي بالوطن .

نص جميل احيكي عليه
ردحذف